الأحد 23 نوفمبر 2025 - 22:14
آية اللّه الكَعبيّ: الثورةُ الإسلاميّةُ في إيران شُعاعٌ من نور مقاومة السيّدة فاطمةَ الزهراءِ (عليها السلام)

وكالة الحوزة - أكّد آيةُ اللّه الكَعبيّ أنّ مقاومةَ السيّدةِ فاطمةَ الزهراءِ (عليها السلام) شكّلت منبعَ إلهامٍ متواصلٍ، ألهمت ثورةَ الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، وتُشكّلُ اليومَ الأساسَ الفكريَّ للثورةِ الإسلاميّةِ في إيران، كما تمهّدُ لتحقيق الوعد الإلهيّ بظهورِ الإمام المهديّ (عجل الله فرجه).

وكالة أنباء الحوزة - قال آيةُ اللّه عبّاسُ الكَعبيّ، عضوُ هيئةِ رئاسةِ مجلسِ خبراءِ القيادة، خلال استقباله جمعًا من كوادرِ حرسِ الثورةِ الإسلاميّة: "إنّ السيّدةَ فاطمةَ الزهراء (عليها السلام) كانت أشبهَ الناسِ برسولِ الله (صلّى الله عليه وآله) خَلقًا وخُلُقًا ونهجًا، ولا سيّما في أساليبِ الهدايةِ وإبلاغِ الحجّة، وقد نالت بذلك مكانةً فريدةً واحترامًا بالغًا من لدنِ النبيّ (صلّى الله عليه وآله)".

وأضاف: "لقد تجاوز همُّها الشخصيّ إلى حملِ همومِ الأمّةِ جمعاء، فقادت مقاومةً مصيريّةً تمحورت حول الحفاظِ على مبدأِ الولايةِ الإلهيّةِ المتمثّلةِ بالإمامِ عليّ (عليه السلام)".

وتابع: "وقد خلّفت هذه المقاومةُ إرثًا عظيمًا، فشكّلت المنبعَ الروحيَّ والأسوةَ العمليّةَ التي استلهم منها الإمامُ الحسينُ (عليه السلام) ثورتَه الإصلاحيّةَ في كربلاء. وهذا النورُ الفاطميّ ذاتُه هو الذي امتدّ عبرَ التاريخ، ليشكّل في عصرِنا الحاضر تجسيدًا عمليًّا لنفسِ مبدأِ الولايةِ الذي تقومُ عليه ثورتُنا الإسلاميّةُ المعاصرة، وليمهد الطريقَ لامتلاءِ الأرضِ قسطًا وعدلًا بظهورِ إمامِ العصر (عجّل الله فرجه)".

ودعا آيةُ اللّه الكَعبيّ إلى الاقتداءِ بالسيّدةِ الزهراءِ (عليها السلام) في "الصبر" الذي تجلّى في مصائبِها، و"البصيرةِ النافذة" التي ظهرت في دفاعِها عن الولاية، مستشهدًا بالروايةِ المعروفة: "فاطمةُ صِدّيقةٌ شهيدةٌ"، ممّا يُظهر علوَّ مقامِها وجدارتَها بالاقتداء.

وانتقل إلى دورِ الحرسِ الثوريّ، مستشهدًا بمقولةِ الإمامِ الخمينيّ (قدّس سرّه): "لولا الحرسُ الثوريّ لما بقيت البلاد"، معتبرًا إيّاه تجسيدًا عمليًّا لتلك المقولة؛ فهو "الدِّرعُ الواقي" للبلاد و"البوصلةُ الهاديةُ" في مسيرتِها الحضاريّة تحت ظلِّ ولايةِ الفقيه.

ولفت إلى أنّ الشعبَ يرى في الحرسِ – إلى جانبِ ولايةِ الفقيه والحوزةِ العلميّة – ضمانةً لحمايةِ النظامِ الإسلاميّ ومكتسباتِ الثورة، باعتبارِ هذه المكاسبِ ركيزةً أساسيّةً لاستمرارِ الشرعيّة وتحقيقِ التقدّمِ والعدالة، داعيًا في أسبوعِ التعبئةِ (الباسيج) إلى استذكارِ شهداءِ "ملحمةِ الاقتدارِ" الوطنيّة.

وحذّر من محاولاتِ الأعداءِ المستمرّةِ لخلقِ "فجوةٍ" بين الشعبِ وقياداتِه الدينيّة عبرَ "الحربِ الإدراكيّة" و"إثارةِ الفتن"، مؤكّدًا أنّهم سيفشلون كما فشلوا سابقًا، "لأنّ الحوزةَ والحرسَ والتعبئةَ ليست كياناتٍ منفصلةً عن الشعب، بل هي تجسيدٌ حيٌّ لإرادتِه وضميرِه؛ فهم ينبثقون من أوساطِه الاجتماعيّة ويعيشون همومَه، ممّا يجعل محاولةَ الفصلِ بينهم وبين قاعدتِهم الشعبيّةِ محكومةً بالفشلِ الذريع".

وختم آيةُ اللّه الكَعبيّ حديثَه بالتأكيد على ضرورةِ "إحداثِ ديناميكيّةٍ في مؤسّساتِ الدولةِ عبرَ تداولِ القياداتِ والكفاءات، وفتحِ المجال أمامَ الشبابِ ذوي الدافعيّةِ والقوى المؤمنةِ والثوريّة لتحمّلِ المسؤوليّات".

يُذكَر أنّ "أسبوعَ التعبئة" في إيران يمتدّ من 29 آبان (20 نوفمبر) إلى 5 آذر (26 نوفمبر) من كلِّ عام وفقَ التقويمِ الرسميِّ للبلاد.

لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.

المحرر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة (مع تعديلات في الترجمة العربية لضمان الوضوح والدقة)

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha